إسماعيل عليه السلام


قصص الانبياء قصة إسماعيل عليه السلام


قصص الانبياء  إسماعيل عليه السلام


قصة اسماعيل -عليه السلام-


 هو ابن إبراهيم –عليه السلام- البكر وولد السيدة هاجر، لقد بشر الله تبارك وتعالى خليله إبراهيم عليه السلام. بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام ،وقد رزق به وله من العمر سبع وثمانون سنة، لم تتحمل ساره وجود هاجر معها ، فطلبت من إبراهيم أن يأخذها بعيدا عنها .
فخرج إبراهيم بهاجر وإسماعيل إلى مكان ليس فيه زرع ولا ماء ولا بشر ولا أنيس ولا جليس ، فقالت له هاجر : یا إبراهيم تتركنا هنا في مكان لا طعام فيه ولا شراب ولا إنسان ؟ فلم يتكلم إبراهيم . فقالت : هل أمرك الله بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لن يضيعنا الله ، ثم مضى إبراهيم في طريقه إلى الشام ، ودعا الله تعالى ، فقال : ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع وهو وادٍ بمكة عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة متوجهين إليه فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وارقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .

بئر زمزم

نفد الماء والزاد الذي مع هاجر ، وعطش إسماعيل - عليه السلام - ، وبدأ يبكي بكاء شديدا ، فذهبت هاجر بعيدا عن إسماعيل حتى لا ترى وليدها إسماعيل وهو يبكي من الجوع والعطش ، وجرت تبحث عن الماء ، وصعدت جبل الصفا وهو أقرب مكان إليها لعلها تجد قليلا من الماء لولدها الصغير ، ثم هرولت بعد ذلك إلى جبل المروة وصعدت عليه تبحث أيضا عن الماء حتى تروى ولدها وتنقذه من الموت ، وإذا بالمعجزة تحدث ، الماء يتفجر من تحت رجل إسماعيل - عليه السلام - ، فجعلت هاجر تحوط الماء بيديها وهي تقول : زم ..زم ، وهي تخشى على الماء أن ينتهي ، وشربت وسقت ولدها إسماعيل .
ومرت قافلة على هذا المكان فرأت الطيور تطير وتحل فوق هذا المكان ، فعلموا أن هناك ماء ، فاستأذنوا من هاجر أن يسكنوا في هذا المكان ، وسكنت هذه القبيلة وتلك القافلة مع هاجر ، وكبر إسماعيل بينهم وتعلم منهم اللغة العربية .
كان إسماعيل. فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد ،وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي. بعبادة الله و وحدانيته....
أرسل الله تعالى إسماعيل عليه السلام إلى القبائل العربية التي عاش في وسطها وإلى العماليق ، وأهل اليمن فدعاهم. إلى الإسلام وعبادة الله وحده، قال الله تعالى:-{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ }[سورة النساء]
 وهذا مما يدل على أن دين الأنبياء. كلهم واحد هو الإسلام..
وقد أثنى الله عليه ووصفه بالحلم والصبر. وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة والأمر بها لأهله ليقيهم العذاب، مع دعوته. عليه السلام إلى عبادة الخالق وحده وهو الله سبحانه وتعالى، قال الله تبارك وتعالى في حق نبيه إسماعيل. عليه السلام: { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا }[سورة مريم]

الفداء العظيم

ولما شبّ إسماعيل. وصار يسعى في مصالحه كأبيه رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي ومن. خصائص الأنبياء أن قلوبهم لا تنام إنما تنام أعينهم، فأخبر إبراهيم. ولده إسماعيل بهذه الرؤيا فكان موقف إسماعيل. الصبر والثبات، وأظهر لأبيه. التسليم لأمر الله وأنه سيكون عَوْنًا له على طاعة الله، فكان له الدرجات العلى عند الله.
قال الله تبارك وتعالى:- { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ *فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }[سورة الصافات]..

زواجه وزيارة ابراهيم –عليه السلام-

لما شب إسماعيل عليه السلام في تلك البقعة المباركة من مكة المكرمة وترعرع في قبيلة جرهم وتعلم منهم اللغة العربية وأساليبها، ولما رأوا عظيم سيرته. وخلقه زوّجوه من فتاة عربية من قبيلتهم قيل:- هي [عمارة بنت سعد].
ثم ماتت أمه هاجر عليها السلام في مكة، وجاء إبراهيم عليه السلام مرة إلى مكة من فلسطين يريد أن يتفقد إسماعيل فلم يجد إسماعيل عليه .السلام فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم، فقالت:- نحن في ضيق وشدة، وشكت إليه، فقال لها إبراهيم:- فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له:- يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل عليه السلام كأنه ءانس شيئًا فقال لزوجته: هل جاءكم من أحد؟ فقالت: نعم جاءنا شيخ كذا وكذا وذكرت له صفته، فسألني عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنّا في جهد وشدة، فقال لها إسماعيل: هل أوصاك بشيء؟ قالت:- نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول لك: غيّر عتبة بابك، فقال عندئذ إسماعيل لزوجته:-ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك، فطلقها عليه السلام وتزوج من قبيلة جرهم امرأة أخرى قيل: هي السيدة [بنت مُضاض الجرهمي]، وغاب عنهم نبي الله إبراهيم عليه السلام ما شاء الله، ثم أتاهم بعد مدة فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت له: -خرج يبتغي لنا [أي في أمور المعيشة] قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت:- نحن بخير وسعة، وأثنت على الله عز وجل فقال لها: وما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت:-الماء، فدعا عليه الصلاة والسلام وقال في دعائه: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، ثم قال عليه السلام: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومُريه يثبت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم أحد؟ قالت:- نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته ،فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير، فقال لها إسماعيل: أأوصاك بشيء؟ قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، فقال لها عند ذلك إسماعيل عليه السلام: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك،

بناء الكعبة

 ثم غاب إبراهيم عليه السلام عنهما فترة ثم عاد الى مكة المكرمة ورأى ابنه إسماعيل يبري نبلًا له تحت دوحة قرب ماء زمزم، فلما رءاه إسماعيل قام إليه يشده الحنان والشوق إلى أبيه إبراهيم، وصنعا ما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال إبراهيم لولده. إسماعيل: إن الله أمرني بأمر، فأخبره بأن الله أمره أن يبني بيتًا وهو المسجد الحرام الكعبة، ودله على المكان فعند ذلك تعاون إبراهيم مع ولده إسماعيل على بناء الكعبة ورفعا القواعد من البيت، وجعل إسماعيل يأتي .بالحجارة وإبراهيم عليه الصلاة والسلام يبني قال تعالى:- {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[سورة البقرة]
ذُكر من سيرته أنه أول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشًا فآنسها وركبها ودعا لها بدعوته التي كان أعطي فأجابته، وكان إسماعيل عليه السلام قد تكلم بالعربية الفصيحة البليغة التي تعلمها من قبيلة جرهم الذين نزلوا عندهم بمكة بسبب ماء زمزم الطيب المبارك.

وفاة اسماعيل عليه السلام

مات عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة بعد أن أدى رسالة ربه وبلّغ ما أمره الله بتبليغه، ودعا إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله الملك الديان، ودُفن عليه السلام قرب أمه هاجر في الحجر، وقيل: كان عمره يوم مات مائة وسبعًا وثلاثين سنة صلوات الله وسلامه عليه وقد مضى ذكر شيء من أخباره في قصة أبيه إبراهيم عليه السلام.

فوائد القصة

(1) طاعة الله والتضحية من أجل دينه من سنن المرسلين .
(2) الزوجة الصالحة اساس كل اسرة.
(3) الصبر مفتاح الفرج وحمد الله وشكره سبب للفرج.
(4) الله مع الذين آمنوا .
(5) طاعة الوالدين طاعة لله .
(6) الأسرة المسلمة تتعاون على طاعة الله .
 (7) المعجزة من الله لا تكون إلا للأنبياء .





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-