الفرسان الثلاثة | قصص ممتعة ومشوقة
الفرسان الثلاثة |
الفرسان الثلاثة
فى عام 1625، كان هناك شاب ، يدعى دارتنيان ،يجتاز مدينة مونج ممتطياً جواده ، حاملا رسالة من أبيه إلى السيد قائد فرسان الملك ، لذا فقد كان متجها إلى باريس. وعند الفندق الذى سينزل فيه ، فوجئ بثلاثة رجال يسخرون من لون حصانه الأصفر ، حيث قال أحدهم :
- ليس هذا حصانا . بل زر من الذهب
وسرعان ما سحب دارتنيان سيفه غاضبا .وكاد أن يصيب الرجل بجرح، إلا أنه تراجع للخلف . لكن الاثنين الآخرين ضربا دارتنيان وحملاه ، فاقد الوعى، إلى الفندق . وسأل الرجل المجهول صاحب الفندق :
- من هذا الغريب ؟
رد الرجل قائلا : كل ما أعرفه ، أنه . يحمل رسالة للسيد (م) ..
همس المجهول لنفسه : إذن ، فيجب أن تراه ميلادى . أريد أن أعرف ماذا يوجد في هذا الخطاب .
وعندما استرد دارتنيان وعيه ، خرج من الفندق ، ورأى أمامه امرأة جميلة . تركب عربة تجرها أربعة جياد . وهى تتحدث مع الرجل المجهول .
ثم سارت العربة فى اتجاه ، بينما اختفى الرجل في اتجاه آخر . وفي هذه اللحظة تنبه أن رسالة أبيه قد سرقت ، فأقسم أن ينتقم عند أول فرصة .
وفي باريس، نجح فى مقابلة السيد (م). وعرف منه أنه لا يمكن أن ينضم إلى فرسانه . وبينما يتحدث إليه رأى الرجل الذى شاهده في فندق موج . فهتف : هذه المرة لن يفلت منى .
ثم أسرع إلى الخارج. وبينما هو يجرى تعثر في آتوس . أحد أشهر الفرسان فلم يلحق بغريمه . فقد احتدم النقاش بين دارتنيان والفارس . وكان عليهما أن يلتقيا في المساء للمبارزة . وكان شاهداً على المبارزة كل من الفارسين آراميس و بورتوس، صديقا آتوس الحميمين .
ولكن ، عندما بدأت المبارزة ، وصل رجال الوزير ريشيليو ، وصاح رئيسهم : - أيها الفرسان . لا مكان للمبارزة هنا ! إنني اقبض عليكم.
وتحولت المبارزة إلى معركة مع رجال الوزير ، لأن الفرسان لم تكن لديهم النية أن يتركوه يقبض عليهم فلاذوا بالهرب ، وقد أتاحت هذه الفرصة لدارتنيان أن
يصبح صديقا للفرسان الثلاثة ، حرس الملك.
********** **********
ذات يوم ، دخل على دارتنيان صاحب البيت الذى يسكن فيه . وقال له :
- لقد خطفوا زوجتي ، لأنها تعمل في تطريز ملابس الملكة . أخاف أن يحاولوا إرغامها أن تتكلم بكل ما تعرفه عن العلاقة الخاصة بين صاحبة الجلالة ، ودوق بكنجهام ، رئيس وزراء انجلترا.
لقد شكت الملكة أن هناك مكيدة مدبرة من الوزير ريشيليو . لذا سأله دارتنيان بفضول : من خطف امرأتك
رد : رجل يبدو عليه الشموخ . وذو شعر أسود وندبة في الصدغ
صاح دارتنيان : انه الرجل الذى شاهدته في مونج !
سوف أبحث عن زوجتك ، وأيضا سوف أنتقم ممن سرقوا خطابي.
وفي اليوم التالى ، تم القبض على السيد بوناسيو صاحب المنزل الذى يسكن فيه دارتنيان ، وأقام رجال الوزير في شقته ، فى انتظار الزوار الذين يمكنهم أن يمدوهم بالمعلومات، ومن شقته سمع دارتنيان صراخ امرأة , فأسرع إلى الطابق الأسفل ، وتشابك بسيفه مع رجال الوزير وأجبرهم على الفرار . ورأى السيدة بوناسيو التي عادت إلى دارها . وأحس دارتنيان أنها لا تريد أن تتحدث عن سرها إليه..
وبعد قليل . سمع رجلا يقترب من السيدة بوناسيو ويخبرها أن صديقه أراميس ينتظرها في عربته بالأسفل .. وعندما نظر دارتنيان من النافذة صاح :
- ولكنه ليس أراميس ، أنه رجل آخر
وبهدوء قالت المرأة : أعرف . أنه دوق بكنجهام اسكت وإلا أفسدت كل شيء
وتبعهم حتى وصلوا إلى قصر اللوفر حيث التقى الدوق بالملكة وودعها ..
وفى هذه المناسبة منحت الملكة إلى دوق بكنجهام قرطها الماسى الشهير هدية وداع ..وكانت هذه الهدية سببًا فى جر الكثير من المشاكل فقد امتلئ القصر بالعديد من الجواسيس الذين راحوا يبلغون الرجل المجهول بحكاية هدية الملكة . فراح إلى الوزير وأخبره بالحكاية .. ولم يتأخر الوزير كثيرا .
حيث أسرع بإرسال خطاب إلى امرأة تدعى ميلادى تعمل في خدمته . وجاء في الرسالة :
وفي أول حفل سيحضره دوق بكنجهام ، عليك أن تسرق قرطا من الماس يحتفظ به .. ثم حدثيني بأخبارك.
ولم يضيع ريشيليو وقته. فراح لتوه إلى الملك وأخبره أن الملكة اهدت قرطها الثمين إلى الدوق. ونجحت مكيدة الوزير .. فقد طلب الملك زوجته وأخبرها أن عليها أن ترتدى القرط في الحفل الذى سيقيمه للوفود الأجنبية ..
ووقعت الملكة فى حيرة.. وفرح ريشيليو لكن السيدة بوتاسيو طمأنت الملكة أنها ستحاول إحضار القرط بأى ثمن من قبل الحفل .. ترى هل يمكن أن تنجح ؟
وأسرعت إلى منزلها وسألت زوجها أن يكلف شخصا بالذهاب الي لندن وإحضار القرط ، لكن الزوج بدا وكأنه قد غير مواقفه ، وأصبح في خدمة ريشيليو .
اقرأ ايضا مجموعة من القصص الجديدة والممتعة للاطفال
اقرأ ايضا مجموعة من القصص الجديدة والممتعة للاطفال
لذا أسرعت إلى دارتنيان في الدور العلوى . وطلبت منه أن يأتي لها بالقرط ، وذلك بعد أن غادر زوجها وبعد قليل كان دارتنيان متجها إلى لندن .. وطلب من أصدقائه الفرسان الثلاثة أن يصحبوه في رحلته المليئة بالمخاطر وفعلا. امتلأت الرحلة بالمخاطر .. فقد هاجمهم فرسان ريشيليو فى أكثر من مكان فى مدينة شانتل دارت معركة حامية دفعت بورتوس إلى البقاء فيها وطلب من زملائه أن يستكملوا رحلتهم وفي مكان آخر ، هاجمهم سبعة من الفرسان ،فأصيب أراميس بجرح . دفع الفرسان إلى البقاء في أحد الفنادق حتى الصباح . ، وعندما استيقظوا وجدوا الجياد وقد أصيبت بالمرض مما حال واستمرار الرحلة .. وبينما يدفع آتوس ثمن المبيت صاح صاحب الفندق :
- سيدى . هذه العملة مزيفة ..
وفي الحال قفز عليه أربعة رجال . فصاح آتوس بدارتنيان: انفذ بجلدك . فلا يزال أمامك وقت .وفك دارتنيان حصانا كان يقف بجوار البوابة واسرع إلى مدينة لندن ، وهناك سلم رسالته إلى الدوق .. الذى فوجئ أن القرط سرق منه ، فقال :
المرة الوحيدة التى حملت فيها القرط كانت في حفل الوندسور ، حيث اقتربت منى ميلادى . ومن ذلك الحين لم أرها . أعرف أنها عميلة للوزير ..
وسرعان ما أمر الدوق ألا تغادر أي سفينة انجلترا إلا بعد تفتيشها جيداً وبعد يومين ، كان دارتنيان في طريقه إلى فرنسا .. ومعه القرط ، وفي السفينة شاهد ميلادى تركب معه...
وفي باريس كانت الاستعدادات تدار على قدم وساق من أجل الحفل . وفى نفس الليلة تسلم الوزير قرط الماس الذى أعطته له ميلادى ، وفي الحفل سأل الملك زوجته لهجة حادة عن القرط ففوجىء بها ترتديه..
وعلى الفور أمر بطرد الوزير من الحفل .. فالقرط الذى جاءت به ميلادى مزيف ..
في اليوم التالي أخبرت السيدة بوناسيو دارتنيان أن الملكة تريد أن تشكره على نجاح مهمته . وضربت له موعدا في مكان بعينه .. وعندما ذهب أخبره رجل عجوزا أن ثلاثة رجال يرتدون ملابس سوداء قد صعدوا السلم . وبعد قليل شاهدهم يخرجون حاملين معهم امرأة.
وأسرع دارتنيان يطلب المساعدة من أصدقائه للعثور على السيدة بوناسيو . فراح إلى الفندق الذى ترك فيه بورتوس فراه لايزال مهموما بجراحه . وذهب الى الحانة التي ترك فيها آتوس فوجده يحتسى الكثير من الخمر وقد أصابه الحزن .. وجلس يحكى له حكايته :
- كان هناك رجل نبيل. تزوج من فتاة على قدر كبير من الجمال ، فجعل منها أهم فتيات الحى ، وذات يوم وبينما هى تركب الجواد مع زوجها . تمزق رداءها
عندما اشتبك فى غصن الشجرة ، فاكتشف زوجها أن فوق كتفها مرسوم زنبقة ، ممايدل أنها كانت " حرامية.
سأل دارتنيان : وماذا فعل الرجل النبيل ؟
أجاب آتوس : لأنه نبيل له حق الأمر فوق أرضه فقد أمر بشنقها فوق الشجرة.
وبمجرد أن حكى آتوس هذه الحكاية أفاق من سكره ثم ركب جواده ، وراح يبحث مع دارتنيان عن بقية الفرسان الثلاثة ، وبعد قليل عاد الجميع إلى باريس
وهناك رأى دارتنيان وجها يألفه جيدا .. إنها ميلادى ، الجاسوسة الإنجليزية التى تعمل في خدمة الوزير . وكانت المفاجأة أن ميلادى سلمته ، بطريق الخطأ ، رسالة موجهة إلى رجل آخر . وعندما فتحها اكتشف أنها رسالة غرامية.
هنا قرر دارتنيان أن ينصب فخا لميلادى . فقام بكتابة الرد على لسان الكونت ، وأعلن فيه عن موعد زيارته القادمة.
وفي الموعد المحدد ، دخل الغرفة التي أطفأت فيها ميلادى كل الأضواء . وقالت له : أنا سعيدة بذلك الحب الذى يشع من عينيك وكلماتك التى تقولها فى
كل مرة نلتقي فيها ثم أهدته خاتماً من الياقوت المرصع بالأحجار الكريمة وفى صباح اليوم التالى ، إلتقى دارتنيان بآتوس، وحكى له مغامراته النسائية . وعندما أخرج له الخاتم شحب وجه توس قائلا :
- إنه من مصاغ أمى .. لقد أهديته منذ سنوات إلى امرأة كنت أحبها. كتب دارتنيان رسالة أخرى إلى ميلادى ، موقعه ،باسم الكونت وأخبرها فيها أنه لن يراها أبدا .. ثم طلب زيارتها باسمه الحقيقي . فسألته ميلادى أن يخلصها من
الرجل الذى تكرهه . الكونت وارد...
وانفجر دارتنيان ضاحكا .. وراح يخبرها بالحقيقة هنا هجمت ميلادى على دارتنيان ، وحاولت أن تضربه بقبضتها ، لكن دارتنيان نجح في ان يبتعد عنها.
ودارت بينهما معركة تمزق خلالها ثوبها .. ففوجئ حين شاهد زهرة الزنبق على كتفها فصاح :
- يا إلهي . إنها لصة .. إنها المرأة التي حدثني عنها صديقي .. لم تمت بعد . .
وعندما عاد دارتنيان إلى منزله . وجد رسالة استدعاء من قبل الوزير .. فذهب لمقابلته في المساء .. وسمعه يقول : ما رأيك أن تنضم إلى فرساني .. ؟
قال دارتنيان بلهجة مرتبكة : سيدى ..
صاح الوزير بدهشة : ماذا .. هل ترفض ؟
رد دارتنيان : أنا في حرم صاحبة الجلالة يا سيدى
قال الوزير غاضبا : إذن .. فبدلا من الآن ، عليك أن تحاذر منى .. فقد أصبح ثمنك رخيصا . ثم طلب منه الانصراف.
************** ***************
عرف دارتنيان أنه عرض نفسه للمخاطرة برفضه طلب الوزير.
وسرعان ما جاء الخطر .. فبعد أيام ، وقع دارتنيان فى كمين ، حيث فوجئ وهو يتنزه بثلاثة رجال يطلقون عليه النيران من خلف الأشجار .. واصابت إحدى الرصاصات قبعته . واسرع بالهرب .. لكنه راح يبحث عن الرجال الثلاثة حتى استطاع أن يقبض على أحدهم .. وأخبره الرجل أن ميلادى قد دفعت له كي يغتاله . وسلمه الوريقة التى أرسلتها له ومكتوب عليها :
وطالما انك فقدت أثر المرأة ، فلا تترك الرجل يفلت منك .
هتف دارتنيان : ميلادى إذن امرأة متعطشة ودوما للانتقام . وهي لا تعرف مكان السيدة بوناسيو وراح دارتنيان يبحث عن أصدقائه من الفرسان الثلاثة : آتوس ، بورتوس ، واراميس ، وعثر عليهم في معسكرهم ، وعندما التقوا بالوزير ريشيليو طلب منهم أن يقوموا بحراسته حتى الفندق ، حيث لديه هناك موعد هام.
***************** *****************
وطلب الوزير من الفرسان أن ينتظروه بأسفل. ثم صعد إلى الطابق الأول .. وفى الردهة استدعى اهتمامه وجود أواني مكسورة لعلها وقعت من الطابق العلوى هنا سمع صوت الوزير بأعلى يطلب من ميلادى أن تعود إلى إنجلترا من أجل لقاء دوق بكنجهام وأن عليها أن تخبره أن يتوقف عن تهديد فرنسا ، وإلا أعلن الوزير وقائع مؤامرته مع الملكة ، وطلب منها أن تقتله لو أبدى رفضا.....
وسمع آتوس ميلادى تطلب من الوزير أن يساعدها على العثور على السيدة بوناسيو وعلى التخلص من دارتنيان وأن يرسله إلى سجن الباستيل.
هنا خرج آتوس من الفندق ، وتظاهر كأنه يحمى خروج الوزير .. ثم اختبىء في مكان قريب من الفندق . وبمجرد أن ابتعد الوزير وحرسه . أسرع إلى الطابق العلوى . وفوجىء حين وجد ميلادى. أنها نفس المرأة التى تصور زوجها الكونت دوفير أنه شنقها . يا إلهى، إنها لاتزال على قيد الحياة ونجح آتوس أن يأخذ جواز المرور الذى اعطاه الوزير إلى ميلادى .. ثم راح لمقابلة أصدقائه . وروى لهم مغامرته الأخيرة .. إلا أن أحدهم قال له :
- ولدينا نحن أخبار هامة لك ..
- ما هي؟
لقد عيّنك الملك فارسًا في حرسه .. وهتف الأربعة معًا : لقد أصبحنا الآن أربعة
فرسان .
وقرروا الكتابة إلى لوردونتر ، صهر ميلادى ، كى يحذروه ، حيث تزعم أنها وريثة لثروته . وأخبروه أن ليس لها حق فى هذا ، وأنها تسعى من جانبها أن تقتله .
وجاء في الخطاب ( إذا تصورتها بريئة . فاقرأ حكايتها فوق زنبقة على كتفها )،
وكتبوا أيضا إلى الملكة يخبرونها بالتهديدات التي تخطط ضد دوق بكنجهام وسرعان ما جاءت ردود الخطابين ، فكتبت الملكة أنها فهمت كل ما يدور حولها .
أما لوردونتر فقد أشار أنه أخذ حذره .
وسافرت ميلادى إلى لندن . وقررت أن تقوم بمهمتها الجهنمية .. ولكن بمجرد أن وصلت إلى الميناء الانجليزى حتى تم القبض عليها . وسيقت إلى سجن مجهول واتخذت كافة الاحتياطات حتى لا تهرب ..
لكن... ودائما هناك لكن
فقد استطاعت ميلادى إغراء الضابط الشاب الذى يتولى حراستها فوعدها أن
يساعدها على الهرب . وفي المساء ، قام الضابط فلتون بمساعدة ميلادى في الهروب .. حيث فتح باب زنزانتها ووضع سلما نزلت عليه ، وهرب الأثنان إلى مركب صغيرا أقلهما إلى سفينة قال لها الضابط :
- سوف نرحل إلى الميناء . لقد كلفني لوردونتر أن أوقع من الدوق بكنجهام أمرًا بنفيك، وليس هناك وقت لضياعه .. لأنه سيغادر بريطانيا غدا بقيادة اسطوله لغزو فرنسا ...
صاحت ميلادى : يجب ألا يرحل، يجب أن نمنعه بكل ما لدينا .
وعلق فلتون : سوف نمنعه .
هنا أحست المرأة أن الضابط الشاب أصبح تحت أمرها ، فهو على استعداد أن يفعل أى شىء من أجلها . وعلى الدوق أن يموت .
كان الميناء على أهبة الاستعداد لإعلان الحرب على فرنسا . ولم يلحظ أحد ذلك الشخص الذى تسلل خلسة إلى مقصورة الدوق . ولأن فلتون سيسلم خطابا للدوق فقد سمح له بالدخول .
ودخل الغرفة . وقبض على خنجره ثم انهال على الدوق .وغرس الخنجر في صدر الدوق الذى صاح : لقد قتلتني أيها الخائن.. وخرج فلتون مسرعا . وعندما وصل الباب رآه لوردونتر فادرك ماحدث ، فأمسكه وصاح فى وجهه :
- لقد وقعت بين براثن هذه المرأة الشيطانة ولكنى وصلت متأخرا .
ورأى آتوس وريقة وقعت من رجل مونج . فأسرع لالتقاطها في الخفاء .. وهو يردد :
- هذه الوريقة سوف تفيدنا فيما بعد .. علينا بالسيدة بوناسيو أولا . .
واتجهوا ناحية الدير ..
في هذه الفترة. كانت ميلادى قد عادت من انجلترا . وأعلنت للوزير أن الدوق لن يشن الحرب ضد فرنسا . فأعطاها الوزير عنوان الدير الذى توجد فيه السيدة بوناسيو .. فتوجهت لتوها إليه ، وأدعت أنها صديقة لدارتنيان .. وأخبرتها أنها جاءت من أجل حمايتها ، وأنها ستصبح صديقتها وأقامت معها فى الدير .. إلى أن جاءها رجل مونج وهمس في أذنها بكلمة ووقف ينتظر . فقالت للسيدة بوناسيو :
هذا الرجل أخى . وقد جاء يخبرنى أن علينا أن نخبئك لان رجال الوزير يبحثون عنك . تعالى معنا فسوف نذهب إلى الريف .
وتركا الدير .. وبينما هما في الطريق رأت ميلادى الفرسان الأربعة . فقالت السيدة بوتاسيو كاذية :
- أنهم رجال الوزير .. هيا بنا نهرب من الطريق الخلفى وفي الطريق خارج الدير سكبت ميلادى مسحوقا في كوب ومدته للسيدة بوتاسيو وقالت : إشرابي سيمنحك هذا الشراب قوة .
وأضافت هامسة بينما السيدة بوناسيو تشرب : لست أريد أن أنتقم هكذا ، ولكن هذا كل ما بوسعى .
ثم هربت وسقطت السيدة بوناسيو على الأرض . وعندما اقترب الفرسان منها رأتهم أصدقاءها . فقالت :
لقد أعطتني هذه المرأة شرابا ساما .. سوف اموت.
وابتهل دارتنيان : يارب .. كن رحيما بها ..
فقال بورتوس : لقد تأخر الوقت . فالسم شديد .. ولا يمكن عمل شىء
صاح آتوس علينا أن ننتقم من هذه الجريمة .. علينا العثور على هذه المرأة قبل أن تهرب منا .
أراد دارتنيان أن يتجه إلى مدينة ارمانته التى وجدوا إسمها فوق الورقة التى وقعت من مونج . من أجل البحث عن ميلادى . فراح آتوس يدرس خريطة المكان . ثم أرسل أربعة من مساعديه ، سلك كل منهم طريقا مختلفا . ما لبث أن جاءه أحدهم يخبرهم بمكانها وفوجئت ميلادى بالفرسان الأربعة يدخلون عليها
فصاحت بهم :
- ماذ تريدون منى .. ؟
رد آتوس : سوف نحاكمك ، أنت متهمة بوضع السم للسيدة بوناسيو وباغتيال دوق بكنجها م . وأنت حرامية تحملين علامة اللصوص على كتفك.
ثم استدار نحو الآخرين وسأل : أى عقوبة تطلبون لها يا سادة ؟
فجاء الرد : الموت ..
وأخذت العدالة مجراها .. وراحت جثتها في النهر ..
وبعد بضعة أيام ، إلتقى الفرسان مع رجل موج في صحبة الوزير .. فصاح هذا الاخير موجها كلامه لدارتنيان :
- هناك اتهامات ثقيلة ضدك ، فهناك اتهام لك بالتخابر مع أعداء فرنسا .
رد دارتنيان : لكن من يوجه هذا الاتهامات . لقد ماتت ميلادى . القاتلة والجاسوسة.
قال الوزير : إذا كان ما تقوله صحيحا . فسوف تعاقب ..
وحكى دارتنيان ما جرى لميلادى .
وذهب الوزير إلى عرش الملك وجاء بعد قليل بشوش الوجه وقال :
- لقد أمر صاحب الجلالة بتعيين دارتنيان ضابطا من الفرسان . لأنه سما بشجاعته وروحه ...وهتف الفرسان الثلاثة بحياة الملك.
مجموعة قصص ما قبل النوم بانتظارك هنا
مجموعة قصص ما قبل النوم بانتظارك هنا