يحكى أن جحا كان على قدرٍ كبير من الثراء ، وكان في أكثر أوقاته مشغولاً في إدارة أعماله وشؤونه المالية ، ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع امرأته واهله اوقات فيها شيء من الراحة وهدوء البال .
وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه ، ولكنه كان سعيداً في حياته ، وفي كلّ يوم كان يجلس الساعات الطوال مع امرأته وأفراد اهله .
قصص جحا
وكانت زوجة جحاّ ترى هذه العائلة البسيطة وتغار منهم على تلك السرور التي تفتقدها ، وهي الثريّة الغنية ، ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئاً.
وتحدثت ذات يوم مع زوجها وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الأموال الكثيرة ونحن لا نجد طعماً للسعادة ، ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر ، بينما هذه العائلة البسيطة التي تعيش بجوارنا لا يهمها من أمور الحياة شيء ، وهم في غاية السرور والهناء .
وفكّر جحاّ هنيهةً ثم وعد امرأته أن يتفرّغ لهم ، وأن يخصّص بعضاً من وقته ليقضيه معهم في أوقات هادئة هانئة .
قصص جحا - الرجل الغني البشع
وفي الصبح الباكر أرسل جحاّ من يدعو إليه جاره البسيط ، واستغرب الرجل البسيط تلك الدعوة ، فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه ، أو حتّى يشعر به ، فذهب إليه وعندما وصل استقبله جحاّ بلطفٍ وأكرمه وتحدّث معه بهدوء وقال له : أراك يا أخي تجلس كلّ يومك في البيت ، ألا تجد عملاً تعمل به .
فقال الرجلُ البسيط : والله يا أخي ليس عندي ما أعمل به ، فأقضي لذلك كل وقتي في البيت .
فقال له الغني : ما رأيك لو أعطيتك بعض النقود كرأسمالٍ تشتري به بيضاً وتبيعه كلّ يوم وتربح منه ، وبذلك تعمل وتطعم عيالك ، ولا ترجع لي مالي إلا بعد أن تتحسن أحوالك ، ويصبح لديك رأسمال كافٍ تعمل به .
وافق الرجل البسيط ووجدها فرصة سانحة ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة ، وأخذ النقود من جحا ، وعاد أدراجه .