سليمان عليه السلام

قصة سليمان - عليه السلام - من قصص الانبياء
قصة سليمان عليه السلام


قصة سليمان - عليه السلام -
سلیمان - عليه السلام - هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ، تولى الملك بعد وفاة أبيه داوود ، وكان حاكما عادلا بين الناس ، استجاب الله لدعائه لما قال : رب اغفر لي وهب لي ملگا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب . فسخر الله له الريح تحمله حيث يشاء ، وسخر له الجن والشياطين ، منهم من يغوص في أعماق البحار ، ومنهم من يبني له القصور والمحاريب .
قال الله تعالى:( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (40()ص : ۲۳۰.

سليمان - عليه السلام - والنملة

خرج سليمان - عليه السلام - يوما بجيشه ، وكان جیشا عظيما فيه الجن والإنس ، والحيوانات ، والطيور، وكان سليمان في مقدمة هذا الجيش فاستمع إلى صوت ضعيف ينادي : يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجوده بأرجلهم وهم لا يشعون بكم لصغر حجمكم و سيركم وسط الرمال ، وكان هذا الصوت صوت نملة لها حق الإمارة على النمل ، فتبسم سلیمان - عليه السلام - من قولها ، ورفع يده إلى السماء داعيا ربه وشاكرا له على هذه النعمة ، فقال : رب ألهمني ووجهني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدى ، وألهمني يا رب أن أعمل عملا صالحا ترضاه ، وأدخلني برحمتك وفضلك في عِداد عبادك الصالحين ، ولا شك أن هذه النعم تقتضي منه الشكر والحمد لله رب العالمين .

سليمان -عليه السلام - والهدهد

سليمان -عليه السلام - والهدهد
قام نبي الله سليمان يبحث عن الهدهد؛ حتى يدله على الماء ، ولما لم يجده غضب غضبا شديدا ، وقال : ما لي لا أرى الهدهد ؟ هل هو من الغائبين ؟ لأعذبه عذابا شديدا وذلك بنتف ريشه أو لأذبحنه ، أو ليأتيني بعذر بين وحجة قوية تبرر سبب التخلف ، ولم يمض غير زمن قليل حتى جاء الهدهد.
عاد الهدهد ومعه خبر عظیم ، قال لنبي الله سليمان : لقد جئتك بنبأ مهم من بلاد سبأ ، وذلك أنه وجد امرأة ملكة عليهم ، وقد أوتيت من كل شيء يتعلق باستقرار الملك واستتباب النظام ، ولها عرش عظیم ، محلى بالجواهر وأفخر الزينات ، وهذه الملكة وقومها يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله ، وقد زين لهم الشيطان أعمالهم السيئة فصدهم عن السبيل ؛ قال سليمان حينما سمع مقالة الهدهد : سننظر في أمرك لنعلم أصدقت في مقالتك أم كنت من الكاذبين .
ثم أرسل نبي الله سليمان - عليه السلام - بكتاب مع الهدهد « لبلقيس » ملكة  سبأ ، هي بلد من بلدان اليمن .
فأخذ الهدهد الكتاب وألقاه أمام بلقیس ، ففتحته وقرأته وعلمت ما فيه ، واستدعت الوزراء للتشاور في الأمر وقالت لهم : إني ألقي إلى كتاب كريم في عباراته إنه من سليمان ، وقد كتب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلوا على وأتوني مسلمين طائعين منقادين ، فقالوا : نحن أقوياء فلنحاربهم والأمر إليك ، فانظري ماذا تأمرين ؟ فأرسلت لسليمان - عليه السلام - هدية مع وفد من قومها ، فغضب سليمان - عليه السلام وأنكر عليهم هديتهم قائلا : أتمدونن بمال ؟ فما آتاني الله خير وأكثر مما آتاكم بل أنتم أيها القوم بهديتكم تفرحون ، وخاطب زعیم الوفد قائلا : ارجع إلى قومك فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون مغلوبون.
وقررت بلقيس ملكة سبأ أن تذهب لسلیمان بعد أن علمت قوة جنده ، وحقيقة ملكه ، واستعدت للذهاب إلى سليمان في (اورشليم) بالشام .

ماذا قال العفريت ؟

عندما قررت بلقيس ملكة سبأ أن تذهب لسليمان وعلم سلیمان بذلك ، طلب من جنوده أن يأتوا له بعرشها، وقال عفريت من الجن : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني على حمله وحفظه لقوي أمين ، قال الذي عنده علم من الكتاب : ( قيل : إنه عفریت ، وقيل إنه رجل صالح من جلساء سلیمان - عليه السلام - والله أعلم به ) : أنا آتيك به قبل أن تغمض عينك وتفتحها، وكان كما قال ، وأحضر العرش الذي هو كرسي الملك ، ورد سليمان الفضل إلى ربه، وطلب من جنده أن يغيروا شيئا من أوصافه ، ففعلوا ، فلما حضرت قال لها سليمان ، أهكذا عرشك ؟ فلما رأته قالت :  كأنه هو ، ثم دعاها سلیمان - عليه السلام - للإيمان بالله وترك عبادة الشمس ، وبين لها أن الشمس من مخلوقات الله ، فدخل الإيمان قلبها ، وقالت : رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من عبادة غيرك ، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .

موت سليمان - عليه السلام -

وفي يوم من الأيام أمر نبي الله سليمان - عليه السلام -  جنوده من الجن أن يبنوا له بناء ضخما، وظل سليمان جالسا في محرابه وهو متكئ على عصاه وتوفي على ذلك الحال ، واستمر الجن يعملون ليل نهار وهم لا يعلمون بموته، إلى أن أكلت دابة الأرض العصا التي كان متكئا عليها، فسقط سليمان - عليه السلام - على الأرض ، وعلمت الجن أنها لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في هذا العذاب المهين وهذا العمل الشاق .

فوائد القصة

 (1) أن الله يهب الملك لمن يشاء .
(2) كل المخلوقات تسبح الله وتذكره .
(3) كل مخلوق في هذا الكون لها دور مثل الهدهد .
(4) دعوة الناس لطاعة الله دور كل إنسان .
(5) الجن عالم ثالث غير عالم الإنسان وعالم الملائكة .
(6) الجن لا يعلم الغيب ولو كان يعلم الغيب لعلم بموت سليمان - عليه السلام -.
(7) أن الابتلاء كما يكون بالنعم يكون بالنقم .

المزيد من قصص الانبياء







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-