قصة زكريا ويحيى -عليهما السلام من قصص الانبياء
قصة زكريا ويحيى - عليهما السلام -
وبدأ زكريا يفكر في حال مریم - عليها السلام - وما هي عليه من التوفيق والهداية ، وما يتفضل الله به عليها من الخير والرزق ، فقال في نفسه ، لماذا لا أدعو ربي أن يرزقني ولدا في هذا السن ؟ وكان يخاف على عصبته وأبناء عمه من أن يضيعوا الدين ، فطلب ولدا يقوم على حراسته والمحافظة عليه ، وهنا دخل زکریا - عليه السلام - محرابه الذي يتعبد فيه لله وظل يدعو ربه ويلح عليه ويبكي ويتضرع إلى الله أن يرزقه ولدا صالحا طيبا طاهرا .
البشرى بيحيي - عليه السلام –
أحس زكريا بنور يعم المكان ، وإذا بصوت ملك من ملائكة الله يبشره ببشرى عظيمة : يا زكريا إنا بشرك بغلام اسمه يحيى ، لم نجعل له من قبل سميا ، أي : لم يتسم أحد باسمه من قبل ، ففرح زکریا فرحا شديدا ، ورفع رأسه إلى السماء قائلا : رب ، كيف يكون لي غلام ، وكانت امرأتي عاقرا ( لا تلد ) ، وقد بلغت من الكبر عتيا ، ( أي تقدم بي السن)، فرد عليه الملك وقال له : كذلك قال ربك : هو على هين ، أي سهل ، وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قبل خلقك ، ولا غرابة في ذلك ، فهذا آدم أبو البشر خلق ولم يكُ شيئا ، فطلب زکریا - عليه السلام - علامة من ربه تدل على قرب هذه البشرى وتلك المنة .
فقال الله له : آيتُك ألا تكلم الناس ثلاث ليالي وأنت سوى الخلقة ليس بك مانع يمنعك من الكلام، وخرج زکریا على بني إسرائيل سليما لا عيب فيه ، ولكنه لا يتكلم ، فأشار إليهم أن سبحوا الله وصلوا في الصباح والمساء ، ففهموا ما أشار به .
ولم تمض إلا شهور حتى ولد الصبي الجميل والنبي الكريم يحيى - عليه السلام - .
يا يحيي خذ الكتاب بقوة
تمت كلمه الله - عز وجل -، وولدت امرأة نبي الله زکریا یحیی - عليه السلام - ، وكان مولد يحيى - عليه السلام - معجزة ، فقد جاء من أم عاقر لا تلد ، وأب كبير في السن قد بلغ من الكبر عتيا ، وكبر يحيى - عليه السلام - حتى صار صبيا رائع الجمال ، کامل العقل ، ولكنه ليس ككل الصبية ، إنه لا يفكر في اللعب واللهو، ولكنه يفكر في أمر أعظم من ذلك وهو دعوة الناس لطاعة الله وترك الإفساد في الأرض وترك الذنوب والمعاصي.
فكان دائما ينادى عليه الصبية ويقولون له : تعال یا يحيى العب معنا، فكان يرد عليهم ويقول : ما للعب خلقت ، وأمره الله أن يأخذ التوراة بكل ما فيها كما ينبغي، فأقدم على الأمر فامتثله ، وعلى النهي فابتعد عنه ، وآتاه الله الحكمة وفهم الكتاب وهو صبي ، فكان – عليه السلام - تقيا لله ، كثير العبادة والطاعة له سبحانه ، وكان بارا بوالديه أمه وأبيه محسنا لها ، ولم یکن جبارا على الناس و متکبرا عليهم ، ولم يكن عصيا لله ولا لوالديه بل كان مطيعا لله متجنبا المعاصي ، وكان يسارع في الخيرات وفعل الطاعات هو وأبوه زکریا - عليه السلام - ، وكان يدعو الله كثيرا رغبا ورهبا ، رغبة في ثواب الله وخوفا من عقابه .
قتل يحیی وزكريا عليهما السلام
كان سبب قتل يحيى - عليه السلام - ، أنه كان هناك ملك في زمن يحيى من ملوك الشام الذين كانوا يعيشون في دمشق ، وأراد هذا الملك أن يتزوج من امرأة من محارمه ، أي من أقاربه ، لا يحل له أن يتزوج منها ، قيل : إنها كانت ابنة أخيه أو ابنة أخته أو زوجة ابنه ، فنهاه يحيى - عليه السلام - عن ذلك ، وبين للملك ولهذه المرأة أنه لا يجوز ، وأن هذا محرم عليهم.
فغضب الملك وغضبت هذه المرأة ، وأصر الملك على الزواج منها ، فقالت له : إن أردت أن تتزوج مني فلابد أن تقتل يحيى وتأتي لي برأسه ، وقيل : إنها استأذنت من الملك في قتل يحيى ، فأرسلت أناسا من المجرمين القتلة ، فقتلوا یحیی - عليه السلام - ، وجاءوا برأسه في طستِ : وهو إناء كبير وواسع، فأول ما رأت منظر رأس يحيى وقد قطعت من جسده والدم يسيل منها ، نزلت عليها صاعقه وماتت في الحال .
وخاف الملك من زکریا - عليه السلام - أن يدعو الله عليه ، فقام هو واليهود من بني إسرائيل إلى زکریا - عليه السلام - ، حتى جاءوا به فذبحوه هو الآخر.
وغضب الله تعالى من أجل قتل يحيى وزكريا، فأمر الأرض أن يفور دم يحيى وزكريا في الأرض ، فلم يهدأ ولم ينقطع دمها حتى جاء الملك البابلي (بختنصر ) فرأى دم يحيى بن زكريا يغلي ويفور فقتل من اليهود سبعين ألفا فسكن دم يحيي عليه وعلى أبيه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
فوائد القصة
(1) أن الله على كل شيء قدير .
(2) الدعاء بإخلاص يستجيب له الله .
(3) الله يرزق من يشاء بغير حساب .
(4) المعصية سبب نزول البلاء .
(5) الله ينتقم لعباده الصالحين .
(6) اليهود من صفاتهم الغدر والخيانة .
(7) اليهود قتلوا كثيرا من الأنبياء .
(8) اليهود لعنهم الله .
المزيد من قصص الانبياء