قصص الانبياء قصة يونس عليه السلام
نبي الله يونس هو من أنبياء بني إسرائيل ، بعثه الله في قومه ، في قرية تنمي نينوى من أرض الموصل بالعراق ، وكان عدد قويه مائة ألفٍ من الرجال والنساء والأولاد أو یزیدون ، وكان أهل القرية يعبدون الأصنام ، والكواكب والنجوم ، فاختار الله لهم نبيه يونس ، وكانوا يعرفون صدقهُ وحسن أخلاقه وشرفهُ فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا و شريك له ، وترك عبادة الأصنام والكواكب ، وذگرهم بنعم الله عليهم ، ولكن قومه ظلوا على العناد والكفر، وبدأوا يسخرون من يونس - عليه السلام - ، فحذرهم من عذاب الله وغضبه عليهم ، فلم يؤمن له أحد من قومه ، وحزن يونس حزنا شديدا ، ولكنه لم ينتظر حتى يوحي إليه ربه ، وخرج وترك نینوی غاضبا بعد أن يئس من إيمان قومه .
انتظار العذاب والتوبة
و بعد ثلاثة أيام من خروج نبي الله و من قريته بدأت تظهر علامات العذاب الذي توعدهم به يونس ، إنها سحبٌ سوداء بدأت تظهر في السماء وتدور ، وتقترب من رؤوسهم، و فخرجوا جميعا إلى الطرقات يضرون ويبگون ، بکت الأمهات ، وصرخ الرجال ، وبكى الأطفال ، وجرت البهائم إلى الشوارع والطرقات ، وتمنوا لو أن يؤنس يكون معهم فيؤمنون به وبكلامه ويعبدون الله معه، وتابوا إلى الله توبة عظيمة ، ورفع الله عنهم العذاب ، ولم يعلم يونس - عليه السلام - بتوبتهم ورجوعهم إلى الله .
ركـوب يونس - عليه السلام السفينة
لقد خرج نبي الله يوم - عليه السلام - من نينوى وبعد أن يئس من إيمان قومه ، ووقف على شاطئ البحر غاضبا حزينا ، فوجد سفينة تستعد للرحيل ، فركب معهم،
وظل يذكر الله وصلى الله وهو في السفينة ، وبدأت أمواج البحر تضرب السفينة ضربا شديدا ، وكانت السفينة محملة بالبضائع الكثيرة ، وأوشكت على الغرق ، فبدأوا يرمون البضائع في البحر ؛ حتى يخف حمل السفينة ، وحتى لا يغرقوا ، وظلت الأمواج تضرب السفينة ، ولم يبق أمامهم إلا أن يلقوا أحد الركاب في البحر حتى لا يغرقوا جميعا .
القرعة وقعت علي يونس عليه السلام |
يونس عليه السلام في بطن الحوت
عرض عليهم قائد السفينة أن يعملوا قرعة ، ووضعوا اسم يونس - عليه السلام - في هذه القرعة، ووقعت القرعة على يونس - عليه السلام - ، لكنهم لم يلقوا بنبي الله في البحر ، فأجروا القرعة مرة أخرى ، فوقعت على يونس ، ولكن كيف يلقون هذا الرجل الصالح في البحر ؟
فأعادوا القرعة مرة ثالثة فوقعت على نبي الله يونس - عليه السلام - ، وحزن ركاب السفينة على يونس حزنا شديدا ، فألقي يونس - عليه السلام - بنفسه في البحر ، فجاء وحوت عظيم مكلف بهذه المهمة فابتلع يونس - عليه السلام - ، واستقر يونس في بطن الحوت ، وعلم وتيقن أنه أغضب الله حين خرج وترك قومه من غير أن يأذن له الله .
خروج يونس- عليه السلام من بطن الحوت
فنادی یونس - عليه السلام - وهو في ظلمات البحر ، والحوت ، والليل : فقال :( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * - الأنبياء : ۸۷ -.
وأخذ نبي الله يونس يسبح ربه كثيرا وهو في بطن الحوت ، فأمر الله الحوت أن يخرج يونس من بطنه ، فأخرجه في صحراء واسعة لا زرع فيها ولا نبات ، وكان عاريا مريضا كالفرخ الذي ليس عليه ريش .
فأنبت الله له شجرة ممن يقطين ، وهو القرع، فأكل من ثمرها، وجلس تحت ظلها حتى شفاه الله وعافاه ، وعادت إليه قوته ، وأمره الله أن يعود مرة ثانية إلى قريته نینوی ، فوجدهم قد آمنوا جميعا بالله ، وآمنوا برسالة نبيهم يونس - عليه السلام - فمتعهم الله في الدنيا إلى حين أن ينتهي أجلهم وتنتهي أعمارهم .
وهكذا كل أمة آمنت بربها فنفعها إيمانها ، وذلك وعد الله الذي لا يتخلف .
فوائد قصة يونس عليه السلام
(1) الكفر والمعاصي سبب في نزول العذاب .
(۲) التوبه لله - عز وجل - ترفع العذاب .
(3) الإيمان والعمل الصالح من أسباب حب الناس للإنسان .
(4) المعجزة لا تكون إلا من الله - عز وجل - .
(5) المعجزة تكون للأنبياء فقط .
(6) التسبيح والاستغفار والدعاء من أسباب رفع البلاء عن الإنسان .
(۷) أن لله جنود السموات والأرض ، والحوت من جند الله ابتلع يونس بأمر من الله .
(8) جواز استعمال القرعة في الأمور المباحة فقط .
بهذا نكون انتهينا من قصة يونس عليه السلام ونلتقي في قصة جديدة من مجموعة
استمتع بقصص الانبياء عليهم السلام كاملة :