نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (Cookies) لتحسين تجربتك على موقعنا، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل حركة المرور. من خلال الاستمرار في استخدام الموقع، فإنك توافق على سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا. لمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على سياسة الخصوصية. سياسة الخصوصية

عيسى عليه السلام

قصة عيسى عليه السلام نورد هنا احداث شيقة لنبي الله وامه مريم عليهما السلام

 قصة عيسى -عليه السلام قصص الانبياء


قصة عيسى عليه السلام

قصة عيسى - عليه السلام 

 كانت (حنة) زوجة عمران عابده من عباد بیت المقدس ، وهي أخت زوجة نبي الله زكريا - عليه السلام - ، ذهبت يوما تتعبد الله في بيت المقدس ، فرأت طائرا ومعه أولاده الصغار يمشون خلفه ، فاشتهت الولد ، وتمنت أن يرزقها الله ولداً صالحا تجعله خادما يخدم بيت المقدس ، فحملت حنه زوجة عمران ، وبدل من أن تضع ولداً يخدم في بيت المقدس وضعت بنتا رائعة الخير يشع النور من وجهها، فقالت : 
عاشت مريم في كفالة نبي الله زکریا - عليه السلام - ، وكانت لا تخرج من المحراب إلا لحاجة شديدة ، وكان نبي الله زكريا إذا دخل عليها المحراب ليتفقد أحوالها وجد عندها طعاما غريبا و خيرا كثيرا ، إنه يرى عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يتعجب ويقول : يا مريم أنى لك هذا ؟ أي من أين لك هذا ؟ فكانت ترد عليه وتقول : هو من عند الله رازق الناس ، إن الله يرزق من يشاء من عباده بغير حساب .
فتعلم زکریا منها درسا رائعا ، فدعا ربه أن يرزقه ولدا طيبا طاهرا، رغم أنه شيخ كبير ، وزوجته عاقر لا تلد.
كانت مریم مخلصة لله في عبادتها، واشتهرت في بني إسرائيل بأنها (البتول الطاهرة) وكانوا يحبونها ، وذات يوم نادت الملائكة مريم ، فقالوا : يا مريم إن الله اصطفاك ، أي : اختارك خالصة لخدمة البيت ، وطهرك من الأخلاق الرذيلة ، طهرك من كل دنس وعيب يمنع المكث في المسجد ، واصطفاك على نساء العالمين بولادة عيسى وخطاب الملائكة لك ، يا مريم اقنتي لربك أي : أخلصي العبادة له والزمي الطاعة، واسجدي واركعي مع الراكعين ولا تصلي وحدك ، فسعدت مريم ببشرى الله تعالى لها، فزادت في الركوع والسجود ، والدعاء لله تعالى .

البشارة بعيسى - عليه السلام -

كانت مريم لا تخرج من محرابها إلا لحاجة شديدة ، وذات يوم بعث الله إليها جبريل - عليه السلام - أمين الوحي ، جاء إليها على صورة رجل تام الخلقة ، حسين الهيئة ، وجميل المنظر ، فلما رأته قد اخترق حجابها فزعت وخافت منه ، وقالت : إني أعوذ بالرحمن منك وألجأ إليه أن يقيني شرك ، ما كنت يا هذا رجلا تقنيا ، وكان ظهوره بهذه الصورة ابتلاء من الله لها ، واختبارا لعفتها ، فقال لها جبريل وهو يهدئ من روعها : إنما أنا رسول ربك الذي تستعيذين به ، جئت لأهب لك غلاما زكيا طاهرا ، فتعجبت مريم من ذلك كيف تلد غلاما وهي التي لم تتزوج بعد وقالت : كيف يكون لي غلام ولم يمسسني بشر في زواج شرعي ، ولم أك بغيا من البغايا ، فرد عليها الملك قائلا : كذلك قال ربك هو علي هين، وقد خلقناه على هذا الوضع لنجعله آية للناس أي : معجزة حيث يستدلون بخلقه على كمال القدرة وتمام  العظمة لله تعالى ، وكان رحمة منا للخلق ، وكان أمرا مقضيا ومقدرا من الله ، اطمأنت مريم إلى كلامه فدنا منها ، ونفخ جبريل - عليه السلام - في جيب درعها ، أي : في فتحة قميصها من أعلى ، وصلت النفخة إلى بطنها فحملت بإذن الله وعادت مريم إلى محرابها، فرآها ابن عم لها يسمى (يوسف النجار) فلاحظ حملها .
فسألها : يا مريم هل ينبت زرع بغير ماء ؟ قالت : لا . قال : فهل يولد مولود من غير ذكر وأنثى ؟
قالت مريم : إن الله الذي خلق الماء للزرع، قادر على أن ينبت الزرع بغير ماء ، وقادر على خلق المولود من غير ذكر وأنثی ، کما خلق آدم وحواء من غير ذكر ولا أنثی، فصدقها يوسف وعلم أنها صادقة طاهرة.
واقترب موعد الولادة ، فخرجت مریم بعيدا عن المحراب ، وجلست تحت نخلة يابسة لا تثمر ، وأحاطت بها الملائكة .
وكانت النخلة موجودة ببيت لحم في فلسطين ، فولدت عيسى - عليه السلام - .
فلما رأته حزنت وقالت : يا ليتني مت قبل هذا الحادث وكنت نسيا منسيا خوفا من أن يظن بها السوء في دينها ، أو يقع أحد في البهتان بسببها، فجاءها الرد من تحتها إذ كانت على مكان مرتفع ، قيل : إن عيسى رد عليها ، وقيل : جبريل - عليه السلام - ناداها : ألا تحزني ولا تتألمي ، قد جعل ربك تحتك سريا ، أي : نهرا صغيرا يفيض بالماء بعد أن كان جافا ، تشربين منه ، وهزي إليك بجذع النخلة اليابسة تتساقط عليك طبا جنيا، أي بلحا طريا صالحا للأكل ، فكلي من الرطب ، واشربي من النهر ، وقري عينا، واهدئي بالا ، وأطماني نفسا ؛ فالله معك وحافظك من الناس ، فإما ترين من البشر أحدا فيه أمارة الاعتراض  عليك فلا تكلميه ، وقولي إني نذرت للرحمن صوما وسكوتا عن الكلام فلن أكلم اليوم إنسيا ، بل سأكلم الملائكة وأناجي ربي ، أي : أنها صامت عن الكلام ، کما یصوم الإنسان عن الطعام والشراب ، ولما اطمأنت مریم بما رأت من الآيات وفرغت من نفاسها حملت وليدها الجديد، فدخلت على أهل بيتها ، فلما رأوا الولد معها حزنوا ، وكانوا أهل بيت صالحين ، فتعجبوا من مريم الطاهرة كيف تنجب غلاما كهذا.
وظنوا بها ظن السوء وسألوها عنه ، فلم تجب ولم تتكلم ، وأشارت إلى الوليد الصغير أن تكلم ، فتعجبوا قائلين : كيف نكلم من كان في المهد صبيا ؟ أي : كيف نكلم طفلا رضيعا لا ينطق ؟
اعتبروا هذا استهزاء بهم ، وجناية زيادة على جنایتها الأولى ، ولكن الوليد الصغير لم يكن كأمثاله نشأ من أب وأم ، بل خلقه الله آية عجيبة وخلقة غريبة، يؤمن بسببه  أناس ، ويكفر آخرون ، فحمله وولادته معجزة تدل على أن الله - عز وجل - على كل شيء قدير ، أنطق الله عیسی - عليه السلام - وهو طفل رضيع ، وهذه معجزة من معجزات الله .
قال عيسى - عليه السلام - : إني عبد الله ولست ولد الله ولا جزءا منه ، بل أنا بشر آتاني الكتاب وهو الإنجيل وجعلني نبيا إليكم ، وجعلني مباركا أينما كنت وثابتا على دین الحق ، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وجعلني بارا بوالدتي فقط حيث لم يكن له أب ، ولم يجعلني جبارا عنيدا وشقيا مطرودا ، والسلام من الله علي يوم ولدت من غير أب ، ويوم أموت ، ويوم أبعث حيا ، فسكت اليهود بعد أن رأوا هذه المعجزة الكبيرة ، وكانوا قد قرأوا في التوراة عن قرب ظهور نبي عظيم يتكلم رضيعا ، ومع ذلك لم يؤمنوا بعيسى - عليه السلام - ، كما فعلوا مع أنبياء الله جميعا من قبل، فهذه هي عادتهم : التكذيب والكفر بالله تعالى .
وكبر عيسى قليلا ، فخافت عليه مريم من اليهود أن يقتلوه کما قتلوا زکریا و یحیی – عليهما السلام - فعاشت به أمه في بيت رجل صالح كثير الإحسان على المساكين ، حتی شب عیسی - عليه السلام - واشتد عوده ، وآتاه الله الحكمة ، وكان علماء يهود لا هم لهم إلا جمع المال ، وبلوغ  المكانة عند الملوك . و فكذبوا بالآخرة ، وكذبوا بعيسى - عليه السلام -  وحرفوا التوراة ، ووصفوا الله بصفات كاذبة ، فأخذ عيسی - عليه السلام - يدعوهم إلى عبادة الله وحده ، ويبحث عن الناس ويذهب إليهم ؛ ليهديهم إلى طريق الحق بإذن الله ، وتحمل منهم الأذى ، وصبر على البلاء ، وأمده الله بالآيات والمعجزات ، فكان يحيي الموتى بإذن الله ، ويعيد البصر للأعمى بإذن الله ، ويشفي المريض بالبرص بإذن الله ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله .
كل هذه الآيات والمعجزات ولم يؤمن اليهود بعیسی - عليه السلام - ، بل كذبوه واتهموه بالسحر ، وشاء الله أن يكثر عدد المؤمنين بعيسى - عليه السلام - .

قصة المائدة

كان عيسى - عليه السلام - ينتقل من قرية إلى أخرى ليدعو الناس إلى الله ومعه (الحواريون) وهم الذين آمنوا به وساعدوه في دعوته إلى الله ، ووقفوا معه ضد اليهود.
وكانوا يحزنون لحزنه ، ويفرحون لفرحه، ويتحملون معه الأذى والجوع والعطش ، وفي يوم من الأيام قالوا لعيسى - عليه السلام - ادع لنا ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ، فخاف عليهم عيسى - عليه السلام - من عدم تحملهم شكر هذه المعجزة ، فوضحوا لعيسى أنهم يريدون زيادة إيمانهم ، ويكون هذا اليوم عيدا لهم ولمن جاء بعدهم من المؤمنين يجتمعون فيه للعبادة والشكر ، فدعا عيسى - عليه السلام - ربه ، فنزلت المائدة من السماء استجابة لدعائه ، وكان عليها طعام كثير ولذيذ ، وقال لهم عیسی : هذه هي مائده من عند الله ، فكلوا واشربوا، واشكروا الله ، فأكلوا وشربوا حتى علم الناس بهذه المعجزة ، فآمن عدد كثير بعيسى - عليه السلام - ، وزاد إيمان الحواريين بعیسی وبقدرة الله - عز وجل - .

رفع عيسي إلى السماء

خاف اليهود على أنفسهم وأموالهم من عیسی ، کما خافوا من إيمان الناس به وبرسالته ، فقرروا قتله والتخلص منه كما هي عادتهم مع الأنبياء والرسل ؛ فقد قتلوا كثيرا من الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ، فاتفقوا مع الملك على قتل عيسى ، ولما علم عیسی - عليه السلام - بهذه الخطة هرب منهم واختفى في دار من الدور ، فأخذ اليهود يبحثون عنه حتى وصلوا إلى مكانه ، وكان عيسى - عليه السلام -
في أحد المنازل ومعه جماعة من أصحابه من الحواريين، و وكانوا اثنی عشر رجلا ، وقيل : ثلاثة عشر ، وقيل : سبعة عشر، فحاصر اليهود البيت ، وعلم عیسی وتيقن أنهم سوف يدخلون عليه هذه الدار ، فقال لأصحابه من منكم يقبل أن يكون شبهي ويكون رفيقي وبجواري في الجنة ؟ فقام شاب صغير من الحواريين أصدقائه ، وقبل هذا الأمر ، ثم كرر عیسی - عليه السلام - هذا الكلام مرة ثانية وثالثة ، فقام هذا الشاب ، فألقى الله شب عیسی على هذا الشاب ، ثم فتحت طاقة من سقف البيت ، ونام عيسى - عليه السلام - وغلب عليه النوم ، ثم رفعه الله إلى السماء من هذه الفتحة ، فلما رفع الله عيسى - عليه السلام - إلى السماء خرج أصحابه ، فلما رأى اليهود هذا الشاب الذي ألقى الله شبه عيسی عليه ، ظنوا أن ذلك الشاب هو عیسی ، فأخذوه وقتلوه وصلبوه ، ووضعوا الشوك على رأسه ، وظنوا أنهم بذلك قتلوا عيسى وصلبوه و تخلصوا منه ، بل رفعه الله إليه .

نزول عيسى من السماء

 رفع الله عیسی - عليه السلام - إلى السماء لينجيه من كيد اليهود ، وقد التقى به النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وقابله في رحلة الإسراء والمعراج ، وصلى خلف النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - هو والأنبياء جميعا ، وسوف ينزل عیسی - عليه السلام - في آخر الزمان فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب ، ويقتل المسيح الدجال ، ويصلي خلف إمام من المسلمين ، ويتبع شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكون في هذه الأمة حكما عدلا ثم يموت ويدفن في مقابر المسلمين .

فوائد القصة

(1) إن الله واحد، لم يلد ، ولم يولد، ولم يكن له كفوا و أحد.
(2) عیسی - عليه السلام - خلقه الله بكلمة كن فيكون وهو روح من الأرواح التي خلقها الله ، خلقه الله من غير أب ، کما خلق آدم من غير أب ولا أم.
(3) مريم البتول طاهرة عفيفة نشأت في بيت کریم ونسب شریف تحت عناية الله ورعايته .
(4) اليهود من صفاتهم قتل الأنبياء .
(5) عيسي لم يمت ، ولكنه رفع عند الله .
(6) سوف ينزل عيسى في آخر الزمان ، ليرد على اليهود وعلى النصارى .
استمتع بقصص الانبياء عليهم السلام كاملة :


ميزة شاهد ايضا

NextGen Digital Welcome to WhatsApp chat
Howdy! How can we help you today?
Type here...